- Select a language for the TTS:
- Arabic Male
- Arabic Female
- Language selected: (auto detect) - AR
Play all audios:
⊙ خصومة شعب وحكومة، أضاعت الأجيال: 🔵 ماذا يحدث في سوداننا الحبيب؟! أين حقوق أجيالنا ومستقبلها؟! ✍ “يا زول أخلاق شنو وقراية شنو، خلينا كدى في أكلم وشرابم”.. “مستقبل شنو.. مستقبلنا في الرغيفة
دي نوفرا كيف” عبارات نطق بها بعض الآباء في نقاش حول مستقبل أطفالهم، في ظل الوضع الإقتصادي الراهن، واقع يعكس أنّ أجيالنا ليست بخير.. ✍ يضج الواقع الحياتي السوداني بقضايا مختلفة، لا مكان لها
في نفوس أجيالنا، إلّا بمواقع الخوف والحيرة والقلق والتردد واليأس، فتضج دواخلهم خوفاً من مستقبل مجهول لوطن بأسره، لا يدري كباره الى أين يسير بهذه المتناقضات، ناهيك عن صغاره، أجيالنا يا يا
سادتي بدأت تفتقد ملامح العلم والنهضة الفكرية وتشوّهت فيها معاني الأخلاق والقيم الفاضلة.. ✍ قصص فساد مسؤولين وموظفين ونقابات عمال، وجشع تجار، تزكم روائحها النتنة الأنوف، بلا حسيب ولا رقيب،
أجيال تنشأ وتقرأ عن التحلل وغياب الأخلاق في الكبار وهم بالنسبة لها “القدوة والأمثلة العليا”، أجيال ترى بأُم عينيها كيف يتقدم “سواقط العلم والمعرفة والأخلاق” وكيف يتأخر “أهل النزاهة والعلم
والقيم الفاضلة”.. ✍ كيف نتوقع أن ترسم أجيالنا صور فاضلة لأحلامها وهي ترأى وتقرأ أنّ اللصوص أحراراً، يتحللون مما سرقوه بكل سماحة وعفو، والشرفاء مطاردون والضمير والكلمة تسجن وتُحاكم..؟! ✍ كيف
نتوقع أن يكون العلم غاية طموح أجيالنا، والخلل في الخدمة المدنية يقضى على طموحاتها في حصولها على فرصٍ عادلة ترتكز على معايير الجودّة والمواصفات، أجيال أوشكت أنّ تؤمن أنّ الجهل يرفعهم،
والانتماءات السياسية تُعوّضهم عن نيل العلوم والمعارف، وترسخت في أذهان الكثيرين منهم “الفوضى السياسية” و “محاباة الأهل والقرايب” و “التمكين الحزبي”، هي معطيات النجاح، إنّ اختلال مفاهيم
ومعايير الخدمة المدنية، جعلت أجيالنا تنظر وتراقب، وتتكوّن معالم شخصياتها بهذه المكتسبات المريضة، فأي أجيال سنصنعها لمستقبل البلاد ونهضتها..؟! ✍ أجيال تنشأ وهي تفتقد الحس الوطني والإنتماء
للأرض، وهي تدرس نظرياً، وحدة الوطن وعشق ترابه، وترى بأُمهات أبصارها، تدخلات دول أخرى في سياسات كبارها، وتقرأ لإعلام غاضب منشورات أمنيات باحتلال البلاد، أجيالٌ بدلاً من أن تنشأ على حرية
التعبير، والنقد الذاتي، والحلول الذاتية والوحدة الوطنية، صارت تقتات من مجهودات الآخرين من خارج الوطن من دول أخرى، تتمنى أن يحدث عبرها التغيير وتناشدها للتدخل لحل الأزمات.. ✍ أشدّ ما يُؤلم،
أنّ نظرة معظم الكبار من مسؤولين وأباء وأمهات، صارت نظرتها للأجيال أنّها يجب أن تعيش فقط، فركضت ولهثت خلف هذا المفهوم، وهي تعاني حتى في توفير “لقمة العيش” الكريمة لهم، ونسوا تماماً، أنّه يجب
أن نُعلمهم ما يعيشون لأجله، فالأمم لا تنهض إلّا عبر التنمية البشرية وصناعة الفكر والعلم المؤسسي لأجيالها. ✍ أفيقوا، أيّها النزهاء من أهل بلادي، فهذا الجيل ينشأ على معطياتكم ومكتسباتكم،
أطفالنا وأطفالكم، ينتظرون وطناً حرّاً نزيهاً، يحكمه الضمير بقوانين الإنسانية الفاضلة التي رسختها تعاليم المنهج الإسلامي الصحيح، أفيقوا فإتساع الهُوّه بين الحكومة والشعب، والتراشق الإعلامي
ونزاعات الفساد، قد صار مُحطّماً لنفسيات أجيالنا، مُدمّراً لأخلاقياتها، مُبعثراً لكرامتها وعزتها، ومُشتّتاً لإنفعالاتها وأحاسيسها الوطنية، مابين عشق الوطن وترابه، والإنتماء الفطري للبلاد، وما
بين أُمنياتٍ قاتلة بإحتلال فكري جديد، يُوجّه البلاد عبر سياسات خارجية، لا همّ لها سوى سرقة ثروات البلاد الطبيعية.. ✍ أيّها النزهاء من أهل بلادي، إن لم يكن عشق الوطن وترابه، والحس الوطني
فيكم، وحمل هموم هذه الأجيال أكبر فيكم من إنتماءاتكم الحزبية والطائفية والدينية بمختلف أحزابكم، فلا خير فيكم إلا أن تقوم الساعة.. ✍ فمن لم يسمُوا بنفسه، فوق رغباته الذاتية وطموحه الشخصي، من
أجل أن تنشأ الأجيال في حرية وسلام وعدالة، فلا خير يُرتجى منه في منصبه.. ✍ قال الله تعالي: ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ
مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء:47). ✍ #علي_جعفر (بابا)