(هيكتور كاسترو) اللاعب الذي قهر الإعاقـة


Play all audios:

Loading...

في 29 نوفمبر 1904 أبصر (هيكتور كاسترو) النور في (مونتفيديو) العاصمة وهو سليم معافى ، لكن في صباه تعرض إلى حادث أليم أقض مضجعه لكنه لم يهزم إرادته فقد فقد ذراعه اليمنى وهو في الثالثة عشر من


عمره حينما كان يستخدم منشارا كهربائيا فأصبح منذ ذلك الوقت يعرف بصاحب الذراع الواحدة . لم ييأس (كاسترو) من إعاقته وبروح وثابة ورغبة طامحة في أن يتجاوز تلك المحنة أخذ يمارس هوايته ، تلك


الهواية المحببة لدى كل شباب أمريكا اللاتينية ألا وهي كرة القدم . إستطاع (كاسترو) ووسط دهشة الجميع من أن يكشف عن موهبة كامنة الأمر الذي لفت إليه الأنظار ، فقد أخذ يعدو في الميادين مثل باقي


اللاعبين حافظا توازنه بشكل مدهش ، يراوغ ، بل يسجل الأهداف حيث كان يلعب في وظيفة المهاجم . عندها إلتفت مندوبو نادي (ناسـونال) إلى هذه المعجزة القادمة بقوة فقاموا بتسجيله في عام 1923 ومع فريقه


أظهر براعة ومهارة عالية في جلّ الوظائف التي أسندت إليه وأثبت أن من سجّلوه لم يخطئوا أبدا ومع فريقه إستطاع (ناسونال) أن يحرز بطولات أوراغوي للأعوام 1924 ? 1932 – 1933 ، وحاز مع فريقه على


بطولة (كوبا أمريكا) عامي 1926 ، 1935 . شكل نبوغه الكروي دافعا لأن يلحق بمنتخب الأوراغواي فظهر مع منتخب بلاده (25) مرة مسجلا فيها (18) هدفا . كان بروزه كبيرا في دورة الألعاب الأولمبية عام


1928 التي نجح يومها منتخب بلاده في الفوز بالبطولة ونال (كاسترو) الميدالية الذهبية. مثّلت دورة كأس العالم عام 1930 علامة فارقة في مسيرة (كاسترو) الكروية حينما أهدى أوراغوي الهدف الذي أمّن لها


الفوز في المباراة النهائية ضد الأرجنتين وسطر له التاريخ تلك الملحمة الرائعة التي لن ينساها أبدا الشعب الأورغوياني . في تلك الدورة كان له أيضا سبق التسجيل في أول مباراة ضد (البيرو) . في عام


1936 إعتزل (كاسترو) اللعب وأتجه نحو التدريب ، لكنه لم يبتعد عن عشقه القديم ، النادي الذي منحه الشهرة والبروز نادي (ناسونال) فعاد ليدّربه وحصل معه على بطولات الأوراغواي لأعوام 1940 ، 1941 ،


1942 ، 1943 و 1952 . كان (كاسترو) يبلغ من الطول 169 سم بوزن 69 ك وتكشف الإحصائيات عن مدى قدرة هذا اللاعب على الإجادة داخل الميدان فبحسب تلك الإحصائيات فقد كانت دقة تمريراته القصيرة بواقع 77%


وسرعتها 78% والطويلة بواقع 76% وسرعتها 77% أما الضربات الحرة فقد كانت دقتها بواقع 72% وضربات الرأس بواقع 76% . لقد كان لاعبا رائعا بكل المقاييس وعمل كثيرا على إسعاد جماهير ناديه و بلاده


وأظهر عزيمة لا تلين حينما إجتاز محنته وتفوق على الأصحاء الأخرين . في 15 سبتمبر 1960 داهمته نوبة قلبية فأسلم الروح فبكته البلاد بطولها وعرضها . إن ظاهرة (كاسترو) تستحق التوقف عندها ، فلئن


كانت محنة (غارينشا) أخف وطأة بإعتبار أنه كان يملك قدما أقصر من الأخرى فإن محنة (كاسترو) كانت أعظم وهي حالة تكاد تصل إلى حد المعجزة الكروية فبإفتقاد الذراع تصبح عملية الركض والمراوغة والتسجيل


في الملعب هو أمر في غاية الصعوبة إلا لمن إمتلك إرادة إستثنائية وغلابّة مثل إرادة (هيكتور كاسترو) . إنه لاعب عظيم بكل المقاييس ، إستطاع أن ينحّت إسمه بحروف من نور على سجل كرة القدم في بلاده


وأن يقدم مثالا نادرا على مدى قدرة الإنسان على تجاوز محنته ، بشكل قد لا نجد له نظيرا في تاريخ هذه اللعبة الرائعة . (من الويكبيديا بتصرف) [email][email protected][/email]