قروبات على موقع التواصل تسرق أحدث أفلام هوليوود وتنشرها مجانا.. عملاق التواصل: حذف الأفلام ليس من مهمات إدارة المحتوى لعدم وجود بلاغات


Play all audios:

Loading...

تورط فيس بوك مؤخرا فى سلسلة من الأزمات بسبب تسريب بيانات المستخدمين، بجانب التحقيقات الخاصة بالتلاعب الروسى بالانتخابات الأمريكية عبر نشر دعاية كاذبة، لكن مؤخرا بدأت تظهر مشكلة أخرى لموقع


التواصل الاجتماعى الشهير وهى الأفلام المسروقة. عدد من القروبات على فيس بوك والمفتوحة علنا للانضمام أصبحت متخصصة فى نشر أفلام مسروقة من هوليوود، بعدما كانت السرقة تتم عبر مواقع التورنت، يكفى


البحث على فيس بوك بكلمات مثل Full HD English Movie أو Free full movies 2018 لتظهر المجموعات فى مقدمة البحث. وذكر موقع “بيزنس إنسايدر” أن هذه المجموعات عليها مئات الآلاف من الأعضاء، الذين


يقومون بتحميل ومشاركة الأفلام أحيانا فى نفس يوم عرضها الأول فى السينمات. وعندما حاول الموقع الاتصال بفيس بوك للسؤال عن هذا كان الرد من الشركة هو أن حذف هذه الأفلام ليس من مهمات إدارة المحتوى


على فيس بوك، لأنه لم تظهر بلاغات من مستخدمين تقول إن محتوى الأفلام مسىء، كذلك لا يمكن لفيس بوك حذف الفيلم أو الفيديو إلا لو جاءت الشركة الأصلية المنتجة للفيلم وأبلغت عنه، وهو ما يصعب أن


يحدث لأن هناك مئات من النسخ المتداولة على مئات الجروبات. هناك 2 مليار مستخدم على فيس بوك ويصعب تخيل أن أعدادا كبيرة ستبلغ إدارة فيس بوك لتقول هناك فيلم مسروق يجب حذفه من على الموقع، لأن


ملايين من هؤلاء المستخدمين مستفيدون من وجود الفيلم، ويقومون بمشاهدته بدون دفع دولار واحد. وحتى إذا تم حذف جروب فيمكن بسهولة تأسيس جروب آخر بنفس المحتوى وبنفس الاسم، ويمكن لمن يريد أن يصل لها


أن يستخدم نفس كلمات البحث على الموقع، لكن إذا كان الجروب موجودا وصاحبه معروف فلماذا لا تتم محاسبة الأدمن، أو مؤسس المجموعة التى يتم تداول الأفلام عليها؟ السبب فى هذا يرجع للتلاعب بسياسة فيس


بوك، حيث يكفى أن يكتب أى شخص “صاحب الجروب غير مسئول عن المحتويات الخاصة بالأعضاء”، فيخلى بذلك مسئوليته حتى ولو كان أسس المجموعة بغرض مشاركة الأفلام المقرصنة. هل حقا لم ينتبه أحد لهذا من


قبل؟ موقع بازفييد ذكر فى تقرير سابق له أن فيس بوك لم يضع الأفلام المقرصنة ضمن أولويات تطهير المحتوى حتى ولو كان مارك زوكربيرج قام بتعيين 1000 موظف جديد لمراقبة المحتوى، وذلك لأن المحتوى الذى


يتم التركيز عليه هو الأخبار السياسية والدعاية والرسائل، التى يمكن أن تحمل عنصرية أو تشجع على الكراهية. لكن حدث من قبل أن تم حذف أفلام بعد ضغط إعلامى على فيس بوك، ويقول شارلى وارزيل، المحرر


فى بازفييد، إن الأمر لم يقتصر على الأفلام وحسب لأن فيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعى لم تقم بإزالة الفيديوهات المسيئة أو العنيفة فيما يتعلق بحادثة إطلاق النار فى مدرسة باركلاند فى


فبراير الماضى، إلا بعد ضغط مارسه العديد من الصحفيين، أى أن مواقع السوشيال ميديا حتى فى المحتوى العنيف لا يتدخل بشدة إلا بعد ضغط علنى. لماذا ظهرت القراصنة على فيس بوك بالأفلام المسروقة؟


المعتاد فى عمليات سرقة وتحميل الأفلام أن هناك مواقع تحميل متخصصة فى النسخ المسروقة سواء بتحميل مباشر أو عبر التورنت، لكن هذا تغير فى العامين الماضيين، وأصبح فيس بوك الرائد فى هذا المجال،


والسبب كان الحكومة الأمريكية نفسها. فبحسب موقع techcrunch فإن الولايات المتحدة أعلنت الحرب على مواقع التورنت، وكان رجال FBI أنفسهم يطاردون القراصنة المسئولين عن هذه المواقع وقبضوا على فريق


موقع The Pirate Bay فى 2014، حيث تم سجن مؤسس الموقع بيتر سوند فى الدنمارك، وتم نقل آخرين للسويد. هذا تسبب فى إغلاق الموقع لفترة ثم ظهور نسخ أخرى أصغر منه لم تكن بنفس الجودة، وجاءت الضربة


الثانية فى 2015 بإغلاق موقع Kickass Torrents، والذى حاول مؤسسوه إنشاء نسخ بديلة تظهر وتختفى حتى اليوم على الانترنت. بينما أغلب القراصنة وجدوا الملاذ الآمن فى فيس بوك فعلا، لأنه ببساطة موقع


كبير لا يمكن إغلاقه لأن أغلب الأنشطة عليه قانونية. والأكثر من هذا الرقابة عليه شبه معدومة قبل 2016، وحتى اليوم يصعب تشديد الرقابة على ملايين المنشورات التى يتشاركها المستخدمون. بالطبع هناك


مواقع القرصنة التى لم تغلقها أمريكا، وذلك لأن الخوادم الرئيسية الخاصة بها فى روسيا على عكسThe Pirate Bay الذى كان الخادم الرئيسى له فى أوروبا، بينما روسيا لن تفرط فى قراصنتها لحساب أمريكا.


لكن الخيار الأكثر أمنا والأكثر سهولة بالنسبة للقراصنة حول العالم هو فيس بوك ومواقع السوشيال ميديا المشغولة فى مراقبة المحتوى السياسى، والتى تجد الحكومات صعوبة فى السيطرة عليها، لأنها أصبحت


ببساطة منتشرة لا يمكن الاستغناء عنها وتحتمى فى مظلة حرية التعبير عن الرأى، بمعنى أن أى هجوم على فيس بوك سيجعل أشخاصا مثل مارك زوكربيرج وأنصاره يقولون ببساطة إن سهولة تداول المعلومات جزء من


حرية الرأى، وأن المحتوى المسروق جزء صغير لا يمثل فيس بوك كله. عربي بوست